الجمعة، 9 ديسمبر 2011

لمحة تعريفية عن مدينة أولاد ميمون



  • تشكل المدينة الأثرية "ألطافا" بدائرة أولاد ميمون التي تبعد بحوالي 33 كلم عن مقر ولاية تلمسان شرقا محطة مفصلية في تاريخ جوهرة المغرب العربي، باعتبارها حاضنة لحقبة تاريخية مهمة لا تزال شاهدة على التعاقب الحضاري والتعايش بين مختلف الأمم والحضارات التي مرت من هنا، حيث تعكس آثار"ألطافا" قيمة منطقة أولاد ميمون حضاريا في أزمنة كان فيها الوجود الروماني في شمال إفريقيا مسيطرا على دواليب تسيير شؤون الرعية قبل الفتوحات الإسلامية، هذه الفتوحات التي شكلت في حد ذاتها منعطفا حاسما في التأسيس لحضارة إسلامية كان فيها لأولاد ميمون نصيبا وافرا بعدما شكلت قاعدة خلفية للقائد يغمراسن بن زيان 1236 م، عندما استنجد بأهالي منطقة أولاد ميمون في معاركه التي قادها ضد ملك فاس.
  • مدينة "لامورديسيار" كما كانت تسمى في العهد الاستعماري نسبة للجنرال الفرنسي الذي أسر مؤسس الدولة الجزائرية القائد الأمير عبدالقادر، كان لها دورا كبيرا إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر بانخراط سكانها في الحركة الوطنية دفاعا عن الوطن، حيث لا تزال هذه المنطقة التي "فتنت" الرومان، مما جعل منها مدينة رومانية بامتياز، الأمر الذي دفعهم للاستقرار فيها، مؤسسين لحضارتهم التي لا تزال تلك الأسوار والآثار شاهدة عليها إلى يومنا هذا، إذ تعد هذه المنطقة من أقدم وأعرق المناطق التي عرفت التشكيلات الأولى للحضارة المدنية على يد الرومان، قبل مجيء الفتوحات الإسلامية التي ساهمت هي الأخرى في تنوع وتعدد الإرث الحضاري والتاريخي لمدينة أولاد ميمون التي تبقى أيضا حاضنة لقلعة "القصبات"، هذا المعلم الأثري الذي يشير على عظمة المدينة، التي جعل منها موقعها الاستراتيجي وخصوبة أرضها تتحول من خلال تلك البساتين والحدائق الغناء إلى جنة فوق الأرض وعذوبة مياهها المتدفقة من العيون المتناثرة هنا وهنالك، مما جعل منها محل اهتمام من قبل عديد الملوك والسلاطين والغزاة لكونها تتوفر عن مميزات جغرافية شكلت في حد ذاتها إحدى أهم المحطات التي جعلت من أولاد ميمون مدينة جاذبة، وملهمة وذات إرث تاريخي، دفع بالعديد من المؤرخين من بينهم يحيى بن خلدون للتأريخ لها.

  • نقلا عن جريدة الشروق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق